الثلاثاء، 23 ديسمبر 2008




"رحمة" في المملكة العربية السعودية
تشير الأخبار الآتية من المملكة العربية السعودية يوماً بعد يوم إلى التحرك الملحوظ التي تشهده كل الجوانب الحياتية للمجتمع السعودي، فبعد أن صنع الحدث السينما والراب وموضوع تحرير المرأة، جاء دور الإعلانات التي بدأت تشهد تحركا جديدا في أواسط تشرين الثاني وهي تستحق الإشارة إليها.
"رحمة" هو اسم الحملة الإعلانية التي قامت بإعدادها وكالة الإعلانات السعودية "فُول ستوب" التي يترأسها قصورة الخطيب. قامت هذه الوكالة بإخراج ثلاث حملات تلفزيونية وثلاث ملصقات إعلانية وهذا بهدف إطلاع الرأي المحلي على ما يتعرض له المهاجرين العاملين بالمملكة من سوء المعاملة ووصلت تكلفة الإنتاج إلى مليون ونصف دولار منحها رجل أعمال من المنطقة للوكالة رفض الكشف عن اسمه.
حتى ولو لم تكن المعاملة السيئة في جميع الحالات هي المسيطرة فإنّ هذه الظاهرة لا تمس فقط المملكة العربية السعودية وإنما تنتشر في العديد من الدول العربية و حسب تقرير ل"هيومن رايت واتش" الصادر في حزيران الماضي فإنّ 22,5 مليون سعودي يستقبلون حوالي 5,6 مليون عامل مهاجر من بينهم 1,5 مليون من الخادمات من أندنوسيا وسريلانكا والفيليبين . ( أرقام مأخوذة عن "وكأني لست إنسانا").
الصور المرفقة مع المقال تحمل شعارات مؤثرة فبينها تقول الصورة الأولى "من لا يَرحمُ لا يُرحم" وهي تخاطب مشاعر المستغلين تترك الصورة الثانية المجال للضحية رمزيا لتعبّر عن نفسها فتقول "لا تجردني إنسانيتي".
لم تكن الإعلانات المصورة أقل تعبيراً من الصور وربما كانت ألذع.
قالت بعض الصحف المحلية أنّ الصور مروّعة جداً ولم تتقبلها فيما تصاعدت أصوات تنادي بالاعتراض على هذه الحملة معتبرة إياّها إهانة للشعب السعودي. ونفس الشيء حصل مع الإعلانات المصورة فلم تبثها القنوات الرسمية للمملكة ولكن بعض القنوات الخاصة عرضتها ك MBC وروتانا كما قامت "الحياة" أحد أهم الصحف العربية بلندن ذات رأس المال السعودي بمواصلة الحملة التي جمعت حوالي 3000 عضو على "الفايس بوك" من مؤيدي رسالة الحملة الإعلانية.
تتحرك الأمور داخل المملكة العربية السعودية، فكم من مجتمع يقبل أن يعطي هذه الصورة السوداء عنه حتى ولو كان في إطار حملة من هذا النوع؟ كان قصورة الخطيب المدير العام ل"فول ستوب" ، الذي لا يفوت فرصة للتأكيد على أهمية الاعتماد على المعلنين المحليين لمعالجة المشاكل الحقيقية للبلد،على حق عندما أكدّ على الأبعاد السياسية الذي ترافق "رحمة" باعتبارها أوّل حملة من هذا النوع في البلد. قصورة يقول "أصبح مجتمعنا ناضجا أكثر ويحاول أن يدرس مشاكله بوعي أكبر ولم أكن أستطيع أن أقوم بهذه الحملة قبل ست سنوات".


لمن يريد قراءة المقال الاصلي باللغة الفرنسية يُرجى الضغط على هذا الرابط


ترجمة بن موسى ماحي حسيبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق