الاثنين، 29 ديسمبر 2008


رسالة إلى بابا نويل
يمكن أكون كبيرة شوي عكتابة رسالة إلى بابا نويل بس مش عارفة ليش صدقت دايما انه موجود مع إني لم أكتب إليه من قبل. اسمحولي أقدم لكم نفسي أنا فتاة، فتاة كبيرة حتى ولكن هذا لا يعني إني عجوز، عمري ثلاثة عشرة سنوات. أنا ليُونية آسفة قصدي سكنت ليون من فترة قصيرة وهذا شيء مختلف لأنني علمت أنّ الليونيين باردون وانا لست كذلك أبداً. بدأت قصتي مع بابا نويل من زمان وأعترف أنّني كرهته كثيراً عندما علمت من أمي أنّه لم يفكر في زيارتنا أبداً. زيارتنا احنا، احنا الفقراء، لا احنا مش فقراء. قصدي احنا سكان الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط، بلكي بحياتك ما سمعت عنا؟ إذا هيك ماشي الحال بس لو كنت عارف إنّا موجودين و ما جيت تشوفنا فهيذي قصة ثانية و بحياتي ماراح أقدر أسامحك. بس بكل الحالات ما بعتقد، بيقولو عنك شخص حباب و شفتك كمان عالتلفزيون مبين قلبك كبير، ايييه لما كان في كهربا. هلأ مع السور الكبير المحاوطنا والمحلات الفاضية ما بنفكر لا بتلفزيون ولا ببطيخ بنفكر بس نهرب، نهرب وين؟ هيذا السؤال اللي بسمعو يتردد بكل زوايا الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط. انت شخص مميز بابا نويل دايما محاط بالولاد الصغار بس احنا هون عندنا الولاد الصغار محاطين بدبابات ورشاشات، بلكي بتفكر انها لعب، صح هي مع الوقت بتصير لعبة بالنسبة إلنا بس مو لعبة شوي خطرة على الولاد اللي بسننا؟
عارفة أنا كثير برغي.باختصار الكلّ الجيران و الأصدقاء طلبوا مني أكتبلك رسالة بما أني الوحيدة اللي بعرف أكتب فرنسي، طبعا احنا مو جهلة بس انك تتعلم فرنسي وين وُلدت أنا شغلة مو سهلة إذا مع اللهاجات مو مخلصين ضف إلى هيذا الانجليزي كثيرهيك مو؟ والمصيبة كمان إنّو مكان ولادتي مو مكان عادي وبتركك أنت لحالك تخمن بعرفك مثقف ممكن اسمعت في يوم من الأيام عن بلد له اسمين. بلكي الصدفة و بلكي القدر هو اللي خلى أمي تكون فرانكوفونية وأحددّ فرنكوفونية مو فرنسية مشان هيك عم باكتب فرنسي فراكوفوني ولهيذا السبب راح تلاقي كثير أخطاء برسالتي، أمي الله يذكرها بالخير كانت تقول اللغة الفرنسية غربتي مع أنه ما بتعرف غيرها لغة ليش؟ الله أعلم. المهم أنا والأصدقاء والجيران حضرنا لك قائمة طويلة بالهدايا اللي بدنا ياها. لكن بعد مفاوضات خجلنا منك الصراحة ولأنّنا بنفكر بغيرنا وما كنا أنانيين قلّصنا حجم طلباتنا وصار عندنا بس طلب واحد هو "حق الحياة" مشان نسهل عليك المهمة
شكرا بابا نويل لطولة بالك
إمضاء أولاد الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط.

ترجمة بن موسى ماحي حسيبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق