الثلاثاء، 3 فبراير 2009


الأغنية والسياسة: غزة
من الصعب معرفة وقع القصف الإسرائيلي لغزة على الرأي العام العربي فهو مبهم بفعل الرقابة (العربية) وجهل وسائل الإعلامية (الغربية). شهدت معظم الشوارع العربية مظاهرات حاشدة (حتى في المملكة العربية السعودية وهذا ليس شيئا معتاداً) ولكن الأنظمة القائمة تبدو عموما وكأنّها تسيطر على الموقف فهي تارة تقمع قوى المعارضة وطوراً تظهر كأنّها تشاركها في معارضتها.
وعلى عكس بعض قادة الرأي العام في العالم العربي (مثل عادل إمام) الذين ظلوا يدافعون عن أفكار يصعب الدفاع عنها، ظهر جليا أن معظم المثقفين والفنانين قد التحقوا بالرأي العام وتضامنوا مع الضحايا العرب.
ينطبق هذا على المغنيين الذين أسرعوا في الإعلان عن تضامنهم مع غزة وهو حال عبد الرحيم شعبان "شعبولا" النجم الشعبي المصري الذي عوّدنا على التعليق على أحداث الساعة فور حصولها و لقد علّق على أحداث غزة في أوّل أيّام القصف. ولكن الغريب على الرأي العربي هو مثلا تغيير نانسي عجرم لفيديو كليب أغنيتها الذي كان من المفروض أن يصور هجر حبيبها لها لكي يُستبدل هذا الحبيب القاسي بمقاتل تركها ليلتحق بصفوف فصائل المقاومة أو أن يقرر تامر حسني، نجم المراهقين في المنطقة، أن يُحيي ضحايا غزة.
وتظهر حالة الفوضى التي يعيشها الرأي العام العربي في مثال بسيط هو أغنية كتبها تامر حسني وظهرت تحت عنوانين: الأوّل العنوان الرسمي "كلنا واحد" والثاني هو المقطع الذي شد انتباه الجمهور "مش عارف أعمل حاجة".
والواقع أنّ العديد من المعلقين يلاحظون أنّ معظم الأغاني التي كُتبت لا تعدو أن تكون مجرد بكاء ونحيب حيث تتناغم غزة وعزة وهذا ما يؤكده كاتب إحدى المقالات على موقع إسلام أونلاين. وتبقى الأغنية الوحيدة المؤثرة والتي دعت إلى الصمود بدل البكاء والعويل هي أغنية ميشال هارت التي كُتبت بالانجليزية.
لا يستطيع البعض أن يمنعوا أنفسهم من السؤال عن الأسباب التي قد تدفع هؤلاء الفنانين الذين صاروا يضعون الكوفية الفلسطينية ويُغنُون لضحايا غزة إلى هذا التصرف مع أنّهم لم يكن لهم يوما رأي في السياسة. وهذا ما ذهب إليه ناقد سوري في" القدس العربي" أهند منصور مشيرا إلى أنّ هذه الأغاني هي مجرد بضاعة تواكب أحداث غزة.
إذا أردنا أن نتبنى هذا الاتجاه ونذهب إلى أبعد من ذلك يمكننا ببساطة أن نسخر من العالم العربي الذي لا يملك ردا على مجازر غزة سوى الأغاني التي يختلف النقاد والجمهور على تقييمها. إلاّ أنّ الأغنية كانت ولا تزال ربما جزء من ثقافة المنطقة ومحركاً لا يُستهان به في تعبئة الرأي العام. ولا تزال أهم منعطفات التاريخ العربي في الذاكرة الجماعية مرتبطة بألحان وكلمات معينة.
وإذا كان البعض من الجمهور العربي يحزن عند ملاحظته لرداءة الأغاني التي تبثها وسائل الإعلام فإنّ هذا يعود أيضا إلى عمق الأزمة السياسية المحلية وكذلك إلى التحول في الممارسات المحلية التي ثأرت هي الأخرى بعولمة الصناعات الثقافية المشجعة بدورها حركة المنتجات سريعة الاستهلاك والنسيان دون الاهتمام بالاعتبارات الأيديولوجية.
لجأ المستمع العربي إلى الأغاني القديمة كأغاني سنوات الثمانينات مثل "أناديكم" كلمات توفيق زياد وأداء أحمد قعبور أو "نزلنا الشوارع" لوليد عبد السلام عندما لم يجد على الساحة الفنية اليوم ما يمكن أن يشبهه أو يعبّر عنه.



لمن يريد قراءة المقال الاصلي باللغة الفرنسية يُرجى الضغط على هذا الرابط
ترجمة بن موسى ماحي حسيبة

الخميس، 22 يناير 2009


رقصة الفالس في غزة
في الحادي عشر من شهر كانون الثاني، حاز أري فولمان، مخرج "ارقص الفالس مع بشير"، على الغولدن غلوب في بيفرلي هيلز عن أحسن فيلم أجنبي. ويصوّر الفيلم الكارتوني الذي يمكن اعتباره سيرة ذاتية مجازر مخيمي صبرا وشتيلا عام 1982.
في نفس اليوم سقطت حوالي ستون ضحية في غزة ويرتفع العدد اليوم إلى حوالي ألفين شخص جراء القصف الإسرائيلي وهذا ما أكدت عليه تانيا طبر في مقال لها على موقع "منصات".
http://www.menassat.com/?q=en/news-articles/5744-when-israel-accepts-war-waltz-and-when-it-doesn-t
وقد أيّد أغلب الإسرائيليين العملية العسكرية على قطاع غزة وتشير الإحصائيات إلى أنّ 90% من المواطنين دعموا حكومتهم في حربها (النسبة أقل بكثير ولكن الإحصائيات لا تأخذ بعين الاعتبار رأي عرب إسرائيل).
كيف استطاع "ارقص الفالس مع بشير"، وهو الفيلم الذي ينتقد بصراحة المجازر التي تُرتَكبُ في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، أن يلاقي هذا النجاح في جميع الأوساط وحتى من طرف الجمهور الإسرائيلي؟
بالنسبة لتانيا طبر، التي لم تخف إعجابها بجودة الفيلم، سبب نجاح "ارقص الفالس مع بشير" هو تحميله مسؤولية ما ارتُكب من مجازر في صبرا وشتيلا فقط لميليشيات الكتائب اللبنانية وآرييل شارون الذي أعطى الضوء الأخضر لعملية "التطهير". أمّا بالنسبة للأطفال ذوي التاسعة عشر سنة كالمخرج الذي كان جنديا في الجيش الإسرائيلي حينها، فكلُ ذنبهم أنّهم تواجدوا في المكان الخطأ وفي التوقيت الخطأ.
وتابعت تانيا طبر تقول أنّه تمت سببا آخر جعل المخرج يقدم عملا شخصيا وليس وثائقيا عن تاريخ المنطقة وهذا حتى يعفي إسرائيل من مسؤولية العنف التي ترتكبه ضد اللبنانيين والفلسطينيين الموجودين في لبنان على مر السنين. وبهذا، حتى ولو لم تكن بالضرورة هذه هي وجهة نظر المخرج، فإنّ جنود "جيش الدفاع" يخلون أنفسهم من كل المسؤولية في الحرب القائمة ضد "الإرهاب". ونجد لهذا الموقف انعكاسات على ما يحصل في غزة الآن.
في أخر لقطة من فيلم "ارقص الفالس مع بشير" تترك الصور المتحركة وفجأة المجال لصور من الأرشيف، فنرى فلسطينيات عائدات إلى المخيمات أين يكتشفنّ جثث أقاربهم تملأ الشوارع. تستدير إحداهن للكاميرا وتصرخ ألماً متسائلة: "أين العرب؟ أين هم؟"
وهنا تتساءل أيضا تانيا طبر عن سبب اختتام المخرج أري فولمان لفيلمه بهذه اللقطة.
تتبادر إلى الأذهان أسئلة أخرى على غرار الأسئلة التي يطرحها هذا المقال عن تظاهر 000 400 إسرائيلي في تل أبيب عقب مجازر 1982 بينما تظاهر فقط 000 10 ضد الحرب على غزة (طبعا دون الأخذ بعين الاعتبار، هنا كذلك،000 100 إسرائيلي الذين تظاهروا في سخنين المدينة العربية الواقعة في الجليل) .
في غزة وفي العالم العربي، كثيرون هم من يتساءلون اليوم: "أين العرب، أين هم؟".
لمن يريد قراءة المقال الاصلي باللغة الفرنسية يُرجى الضغط على هذا الرابط
ترجمة بن موسى ماحي حسيبة

السبت، 10 يناير 2009


هل المترجمون الغربيون برابرة؟

حدث هذا في أواخر عام 2008، في مقر إتحاد الكتاب المصريين الواقع في قلعة صلاح الدين بالقاهرة. كان هناك اجتماع سنوي خُصص هذه المرة ل "الترجمة وحوار الحضارات". حضر هذا اللقاء مدعوون من الصين والجزائر وسوريا وروسيا. تناول عدد من الكتاب المصريين المشهورين في كلمة أمام جمهور أغلبه من الكتاب والشعراء وطلاب الأدب مشكلة ندرة ترجمة الأعمال الأجنبية إلى اللغة العربية ومن بين هؤلاء الكتاب نذكر علاء الأسواني صاحب "عمارة يعقوبيان" و"شيكاغو" وجمال الغيطاني صاحب رواية "نثار المحو" التي صدرت ترجمتها باللغة الفرنسية عن دار لوساي وقام بترجمته بطريقة مميّزة خالد عثمان. تجدر الإشارة إلى المداخلة الأكثر إثارة للجدل في هذا اللقاء وهي مداخلة الشاعر المصري محمد مطر عفيفي.
لقد هاجم الشاعر محمد عفيفي مطر بقوة مترجمين النصوص العربية في الخارج وذلك بعد أن قدّم الشكر للجنة التي منحته جائزة عن ديوانه "رباعية الفرح". ويرى الشاعر أنّ الترجمات قد فشلت في إعطاء صورة حقيقية وإيجابية عن العالم العربي. ويُرّوج الأوربيون في ترجماتهم، في رأي عفيفي، لعالم فلكلوري مستوحى من ألف ليلة وليلة وهم بالتالي يفضلون عرض أنماط عن الشذوذ الجنسي وملك الملوك شهريار وهي أكليشيهات لا تمثل الثقافة والتقاليد الإسلامية (وها هو شخص آخر قرأ بسرعة "الإستشراق" 1978 للمرحوم إدوار سعيد). ما الحل إذن في نظر الشاعر؟ الحل هو" أن نعهد كتبنا العربية إلى مترجمين من أبناء شعبنا وليس إلى هؤلاء البرابرة" وأثار هذا الحاضرين. وردا على سؤال وُجه إليه من طرف الصحفيين أوضح الشاعر أنّ المترجمين الغربيين مجرد برابرة لأنهم ينتمون إلى معسكر "القتلة" في إشارة إلى الحرب على العراق وفلسطين. كما ذكرت الصحيفة المصرية التي نقلت دقائق المؤتمر أنّ هذا النقاش جاء في سياق الجدل الكبير القائم حاليا حول وضع الشواذ جنسياً في مصر والذي هزّ مؤخراً الأوساط الثقافية بسبب رواية "عمارة يعقوبيان" والفيلم الذي نقلها إلى شاشات السينما.
(وهذا ما أضافه كاتب هذا المقال رداً على نص للأستاذ إيف غونزلاز كيخانو)
ونجد رواية مختلفة بعض الشيء حول ما دار في مؤتمر "الترجمة وحوار الثقافات" على موقع ميدل اسيت أونلاين باللغة العربية والتي أعتمدت عيها المدونة المتخصصة للمترجم والأستاذ والباحث إيف غونزلاز كيخانو لنقل الحدث. ونرُحّب بملاحظات المدونة ولكنها تبقى مجرد ملاحظات غير مقنعة إلاّ إذا اتهمت مصدري يوسف الفلطس أنّه جاء بتصريحات من خياله ولفّقها وهو الشيء غير صحيح.
لمن يريد قراءة المقال الاصلي باللغة الفرنسية يُرجى الضغط على هذا الرابط
ترجمة بن موسى ماحي حسيبة

برابرة... في غزة


تعتبر "جمهورية الكتب" من أهم المدونات الفرنكوفونية ولقد استسلم بيار أسولين إلى رغبته في كتابة مقال ملفت للنظر فعنونه "هل المترجمون الغربيون برابرة ؟" وهو بمثابة تنبيه للقراء ويتناول فيه تصريحات الشاعر القاهري عفيفي مطر الذي أنكر على المترجمين الغربيين حق ترجمة الأعمال الأدبية العربية.
والغريب أن بيار أسولين استند على ترجمة حتى ينقل هذه التصريحات!
http://www.thedailynewsegypt.com/article.aspx?ArticleID=18795
لقد لُخصت دقائق هذا المؤتمر باللغة الانجليزية من طرف مترجم محلي كان على ما يبدو مستعجلاً (فلم يكلف نفسه عناء تصحيح اسم وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي التي أخطأ كتابته بالأحرف اللاتينية). واحتوى النص الانجليزي على كل ما قد يرضي القارئ المستعد أصلاً ليأخذ على محمل الجد ما جاء في مقال هذا الصحفي حتى الإشارة المبهمة إلى قمع الشذوذ الجنسي الذي لا يُوجد له أية علاقة بالموضوع على حد علمنا!
يبدو أن مؤتمر "الترجمة وحوار الثقافات" هذا لم يُحرك كثيرا الصحافة المحلية، رغم أن مقالاً على موقع ميدل ايست اونلين يعطينا تفاصيل أكثر.
http://www.middle-east-online.com/culture/?id=71699



إذن ما يستند عليه كاتب "جمهورية الكتاب" لا يمث بصلة لما قيل في المؤتمر! مؤتمر متخصص يرى أن الترجمة قضية وجود . أمّا تومي فترى أن الترجمة سلاح العرب في معركة الكون، وسلماوي( رئيس اتحاد الكتاب العرب) يؤكد أن تجاهلها يقضي على فرص الحوار مع الآخر.
يحاول المقال تلخيص ما جرى التأكيد عليه في المؤتمر من حث على تحريك الترجمة في العالم العربي. وجاء المقال على ذكر جملة قد تكون عنواناً رائعا لمؤتمر قادم تحت سموات أخرى: "طريق الحرير لحوار الحضارات".
ومن بين الملخصات نجد الفقرة التي تخص الشاعر المنتقد اللاذع للمتوحشين وهذا ما جاء فيها: " الشاعر الكبير محمد عفيفي مطر دق أجراس الخطر، محذرا مما يحدث في المؤسسات الغربية التي تنتقي من الأدب العربي ما يرسخ للصورة النمطية المعروفة عن العرب في الذهنية الغربية باعتبارهم شعوب ألف ليلة وليلة وكل مبدعة هي مجرد شهرزاد. وأشار إلى ضرورة أن يتولي أمر الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى، المؤسسات العربية لأنها الأكثر قدرة علي فرز الإبداع العربي. كما يجب أن نملك خطة واضحة تستهدف تغيير الصورة النمطية التي تطاردنا في كل دول العالم من جراء تلك الترجمات المغرضة."
هل هناك شيء آخر؟ هل ثمة كلمات أخرى قيلت في القاهرة؟
وبغض النظر عن كل ما قيل، نحن نتساءل فيما إذا كان إعطاء هذا النص الانجليزي كل هذه المساحة لا يزيد الطينة بلة و يضيف المزيد من التعقيد إلى "حوار الطُرش" الذي يشهده كل ما هو عربي و مسلم في فرنسا ؟ في حقيقية الأمر أنا أتساءل أيضا إذا ما كان مقال بيار أسولين أحسن مثال عما قاله عفيفي مطر عن أنّنا لا نترجم عن الآخر سوى الصور النمطية وما نريد أن نراه عند الآخر لا غير؟
صباح الثالث من كانون الثاني2009 و بعد مضي ستة عشر شهراً على حصار شعب وحرمانه من الكهرباء ومن الدواء ومن الأمل بكل بساطة فقط لأنه أخطأ وعبّر عن نفسه أثناء انتخابات أقرّ الجميع بنزاهتها ولأوّل مرة، وبعد مضي أسبوع عن قصف أوقع المئات من القتلى، جاء مقال بيار أسولين المكرس للعالم العربي ليفاجئنا وبعنوان يضم كلمة "برابرة" وهو الأمر الذي يصيب بالغثيان!
لمن يقرأ باللغة العربية يبدو له واضحا تماماً أنّ كل هذه الحياة الثقافية التي نحاول إبرازها في مقالاتنا هي نداء للحوار على عكس ما تحاول وسائل الإعلام الترويج له. دعوة يائسة إلى الحوار الذي يواجهه جدار عملاق ينفي البعد الإنساني عن كلّ ما يأتي من هناك.
هذا المقال مهدى إلى أهالي غزة، وفي المقام الأوّل إلى الفنانين الذين ذُكر بعضهم في هذه المدونة: مشهراوي رشيد مخرج فيلم "عيد ميلاد ليلى" و نجوم الراب في غزة والأطفال الذين يلعبون كرة القدم و يرون في أبو تريكة بطلهم المفضل و حسن أبو حفش الخطاط دون أن ننسى أميمة جحا "المتحجبة المسلمة المتعصبة الإرهابية" التي ليست سوى امرأة وفنانة ورسامة كاريكاتير ملتزمة.
الرسم الذي افتتحنا به هذا المقال تحت عنوان "في وجه الصمت العربي" هو آخر ما نجده على موقع أميمة جحا ويعود إلى السابع والعشرين كانون الأوّل 2008 تاريخ بداية القصف الذي تنفذه قوات "الدفاع" الإسرائيلية.
لمن يريد قراءة المقال الاصلي باللغة الفرنسية يُرجى الضغط على هذا الرابط
ترجمة بن موسى ماحي حسيبة

الاثنين، 29 ديسمبر 2008


رسالة إلى بابا نويل
يمكن أكون كبيرة شوي عكتابة رسالة إلى بابا نويل بس مش عارفة ليش صدقت دايما انه موجود مع إني لم أكتب إليه من قبل. اسمحولي أقدم لكم نفسي أنا فتاة، فتاة كبيرة حتى ولكن هذا لا يعني إني عجوز، عمري ثلاثة عشرة سنوات. أنا ليُونية آسفة قصدي سكنت ليون من فترة قصيرة وهذا شيء مختلف لأنني علمت أنّ الليونيين باردون وانا لست كذلك أبداً. بدأت قصتي مع بابا نويل من زمان وأعترف أنّني كرهته كثيراً عندما علمت من أمي أنّه لم يفكر في زيارتنا أبداً. زيارتنا احنا، احنا الفقراء، لا احنا مش فقراء. قصدي احنا سكان الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط، بلكي بحياتك ما سمعت عنا؟ إذا هيك ماشي الحال بس لو كنت عارف إنّا موجودين و ما جيت تشوفنا فهيذي قصة ثانية و بحياتي ماراح أقدر أسامحك. بس بكل الحالات ما بعتقد، بيقولو عنك شخص حباب و شفتك كمان عالتلفزيون مبين قلبك كبير، ايييه لما كان في كهربا. هلأ مع السور الكبير المحاوطنا والمحلات الفاضية ما بنفكر لا بتلفزيون ولا ببطيخ بنفكر بس نهرب، نهرب وين؟ هيذا السؤال اللي بسمعو يتردد بكل زوايا الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط. انت شخص مميز بابا نويل دايما محاط بالولاد الصغار بس احنا هون عندنا الولاد الصغار محاطين بدبابات ورشاشات، بلكي بتفكر انها لعب، صح هي مع الوقت بتصير لعبة بالنسبة إلنا بس مو لعبة شوي خطرة على الولاد اللي بسننا؟
عارفة أنا كثير برغي.باختصار الكلّ الجيران و الأصدقاء طلبوا مني أكتبلك رسالة بما أني الوحيدة اللي بعرف أكتب فرنسي، طبعا احنا مو جهلة بس انك تتعلم فرنسي وين وُلدت أنا شغلة مو سهلة إذا مع اللهاجات مو مخلصين ضف إلى هيذا الانجليزي كثيرهيك مو؟ والمصيبة كمان إنّو مكان ولادتي مو مكان عادي وبتركك أنت لحالك تخمن بعرفك مثقف ممكن اسمعت في يوم من الأيام عن بلد له اسمين. بلكي الصدفة و بلكي القدر هو اللي خلى أمي تكون فرانكوفونية وأحددّ فرنكوفونية مو فرنسية مشان هيك عم باكتب فرنسي فراكوفوني ولهيذا السبب راح تلاقي كثير أخطاء برسالتي، أمي الله يذكرها بالخير كانت تقول اللغة الفرنسية غربتي مع أنه ما بتعرف غيرها لغة ليش؟ الله أعلم. المهم أنا والأصدقاء والجيران حضرنا لك قائمة طويلة بالهدايا اللي بدنا ياها. لكن بعد مفاوضات خجلنا منك الصراحة ولأنّنا بنفكر بغيرنا وما كنا أنانيين قلّصنا حجم طلباتنا وصار عندنا بس طلب واحد هو "حق الحياة" مشان نسهل عليك المهمة
شكرا بابا نويل لطولة بالك
إمضاء أولاد الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط.

ترجمة بن موسى ماحي حسيبة.

Une lettre à Papa Noël

Peut-être je suis trop grande pour écrire une lettre à « Papa Noël », mais je ne sais pas pourquoi j’ai toujours cru en lui et pourtant je ne lui ai jamais adressé une lettre. Permettez-moi de me présenter. Je suis une fille, bon une grande fille même mais cela ne veut pas dire que je suis vieille, j’ai treize ans. Je suis lyonnaise, je veux dire j’habite Lyon ça fait un petit moment et ça c’est différent, car on m’a dit une fois que les lyonnais sont froids alors que je ne le suis pas du tout. Mon histoire avec vous « Papa Noël » a commencé depuis longtemps et j’avoue qu’au départ je vous ai trop détesté parce que d’après Maman vous n’avez pas pensé à nous rendre visite. Nous, je veux dire les pauvres, non pas les pauvres quand même on n’est pas pauvres !!! Nous, je veux dire les habitants de l’autre rive de la méditerranée, peut-être que vous n’avez jamais entendu parler de nous, qui sait, peut-être !!! Sinon je ne vous pardonnerez jamais, si vous savez qu’on existe et vous nous ignorez, ça c’est une autre histoire mais de toute façon je ne pense pas, car on dit que vous êtes un homme gentil. En plus vous avez un grand cœur, je vous ai vu à la télé, bon quand il y’avait l’électricité maintenant avec le mur géant et les magasins qui sont vides, on ne pense qu’à fuir mais fuir pour aller où c’est ça la question que j’entends souvent. Vous êtes bien « Papa Noël » et toujours entouré par des enfants, c’est génial sauf que chez nous les enfants sont entourés par des bulldozers et par des fusils !!! Oui vous pouvez pensez que c’est des jouets, vous avez raison pour nous avec le temps ça devient un jeu mais un petit peu dangereux pour notre âge
Je pense que je bavarde trop. Bref, j’ai promis les copains et les voisins de vous écrire comme je suis la seule qui peut écrire en français, allons quand même on n’est pas des ignorants mais apprendre le français où je suis née ce n’est pas évident, déjà avec toutes les langues et les dialectes on s’en sort pas, plus l’anglais ça fait beaucoup. En effet, il ne faut pas oublier que je suis née dans un lieu spécial et je vous laisse deviner, je sais que vous êtes cultivé. C’est peut-être le hasard ou le destin, je ne sais pas, qui a fait que je suis d’une mère francophone, je précise francophone pas française et du coup j’écris en français francophone c’est pourquoi vous allez trouvez beaucoup de fautes. L’essentiel les copains et voisins et moi-même on vous a préparé une très longue liste de cadeaux. Mais après des négociations, on a eu honte et parce qu’on pense aussi aux autres (il ne faut pas être égoïste) on a réduit notre liste à un seul cadeau qui est le droit de vivre pour faciliter votre tâche

Merci « Papa Noël » de votre patience

Signé Les Enfants de l’autre Rive de La Méditerranée

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2008




"رحمة" في المملكة العربية السعودية
تشير الأخبار الآتية من المملكة العربية السعودية يوماً بعد يوم إلى التحرك الملحوظ التي تشهده كل الجوانب الحياتية للمجتمع السعودي، فبعد أن صنع الحدث السينما والراب وموضوع تحرير المرأة، جاء دور الإعلانات التي بدأت تشهد تحركا جديدا في أواسط تشرين الثاني وهي تستحق الإشارة إليها.
"رحمة" هو اسم الحملة الإعلانية التي قامت بإعدادها وكالة الإعلانات السعودية "فُول ستوب" التي يترأسها قصورة الخطيب. قامت هذه الوكالة بإخراج ثلاث حملات تلفزيونية وثلاث ملصقات إعلانية وهذا بهدف إطلاع الرأي المحلي على ما يتعرض له المهاجرين العاملين بالمملكة من سوء المعاملة ووصلت تكلفة الإنتاج إلى مليون ونصف دولار منحها رجل أعمال من المنطقة للوكالة رفض الكشف عن اسمه.
حتى ولو لم تكن المعاملة السيئة في جميع الحالات هي المسيطرة فإنّ هذه الظاهرة لا تمس فقط المملكة العربية السعودية وإنما تنتشر في العديد من الدول العربية و حسب تقرير ل"هيومن رايت واتش" الصادر في حزيران الماضي فإنّ 22,5 مليون سعودي يستقبلون حوالي 5,6 مليون عامل مهاجر من بينهم 1,5 مليون من الخادمات من أندنوسيا وسريلانكا والفيليبين . ( أرقام مأخوذة عن "وكأني لست إنسانا").
الصور المرفقة مع المقال تحمل شعارات مؤثرة فبينها تقول الصورة الأولى "من لا يَرحمُ لا يُرحم" وهي تخاطب مشاعر المستغلين تترك الصورة الثانية المجال للضحية رمزيا لتعبّر عن نفسها فتقول "لا تجردني إنسانيتي".
لم تكن الإعلانات المصورة أقل تعبيراً من الصور وربما كانت ألذع.
قالت بعض الصحف المحلية أنّ الصور مروّعة جداً ولم تتقبلها فيما تصاعدت أصوات تنادي بالاعتراض على هذه الحملة معتبرة إياّها إهانة للشعب السعودي. ونفس الشيء حصل مع الإعلانات المصورة فلم تبثها القنوات الرسمية للمملكة ولكن بعض القنوات الخاصة عرضتها ك MBC وروتانا كما قامت "الحياة" أحد أهم الصحف العربية بلندن ذات رأس المال السعودي بمواصلة الحملة التي جمعت حوالي 3000 عضو على "الفايس بوك" من مؤيدي رسالة الحملة الإعلانية.
تتحرك الأمور داخل المملكة العربية السعودية، فكم من مجتمع يقبل أن يعطي هذه الصورة السوداء عنه حتى ولو كان في إطار حملة من هذا النوع؟ كان قصورة الخطيب المدير العام ل"فول ستوب" ، الذي لا يفوت فرصة للتأكيد على أهمية الاعتماد على المعلنين المحليين لمعالجة المشاكل الحقيقية للبلد،على حق عندما أكدّ على الأبعاد السياسية الذي ترافق "رحمة" باعتبارها أوّل حملة من هذا النوع في البلد. قصورة يقول "أصبح مجتمعنا ناضجا أكثر ويحاول أن يدرس مشاكله بوعي أكبر ولم أكن أستطيع أن أقوم بهذه الحملة قبل ست سنوات".


لمن يريد قراءة المقال الاصلي باللغة الفرنسية يُرجى الضغط على هذا الرابط


ترجمة بن موسى ماحي حسيبة.