السبت، 10 يناير 2009


هل المترجمون الغربيون برابرة؟

حدث هذا في أواخر عام 2008، في مقر إتحاد الكتاب المصريين الواقع في قلعة صلاح الدين بالقاهرة. كان هناك اجتماع سنوي خُصص هذه المرة ل "الترجمة وحوار الحضارات". حضر هذا اللقاء مدعوون من الصين والجزائر وسوريا وروسيا. تناول عدد من الكتاب المصريين المشهورين في كلمة أمام جمهور أغلبه من الكتاب والشعراء وطلاب الأدب مشكلة ندرة ترجمة الأعمال الأجنبية إلى اللغة العربية ومن بين هؤلاء الكتاب نذكر علاء الأسواني صاحب "عمارة يعقوبيان" و"شيكاغو" وجمال الغيطاني صاحب رواية "نثار المحو" التي صدرت ترجمتها باللغة الفرنسية عن دار لوساي وقام بترجمته بطريقة مميّزة خالد عثمان. تجدر الإشارة إلى المداخلة الأكثر إثارة للجدل في هذا اللقاء وهي مداخلة الشاعر المصري محمد مطر عفيفي.
لقد هاجم الشاعر محمد عفيفي مطر بقوة مترجمين النصوص العربية في الخارج وذلك بعد أن قدّم الشكر للجنة التي منحته جائزة عن ديوانه "رباعية الفرح". ويرى الشاعر أنّ الترجمات قد فشلت في إعطاء صورة حقيقية وإيجابية عن العالم العربي. ويُرّوج الأوربيون في ترجماتهم، في رأي عفيفي، لعالم فلكلوري مستوحى من ألف ليلة وليلة وهم بالتالي يفضلون عرض أنماط عن الشذوذ الجنسي وملك الملوك شهريار وهي أكليشيهات لا تمثل الثقافة والتقاليد الإسلامية (وها هو شخص آخر قرأ بسرعة "الإستشراق" 1978 للمرحوم إدوار سعيد). ما الحل إذن في نظر الشاعر؟ الحل هو" أن نعهد كتبنا العربية إلى مترجمين من أبناء شعبنا وليس إلى هؤلاء البرابرة" وأثار هذا الحاضرين. وردا على سؤال وُجه إليه من طرف الصحفيين أوضح الشاعر أنّ المترجمين الغربيين مجرد برابرة لأنهم ينتمون إلى معسكر "القتلة" في إشارة إلى الحرب على العراق وفلسطين. كما ذكرت الصحيفة المصرية التي نقلت دقائق المؤتمر أنّ هذا النقاش جاء في سياق الجدل الكبير القائم حاليا حول وضع الشواذ جنسياً في مصر والذي هزّ مؤخراً الأوساط الثقافية بسبب رواية "عمارة يعقوبيان" والفيلم الذي نقلها إلى شاشات السينما.
(وهذا ما أضافه كاتب هذا المقال رداً على نص للأستاذ إيف غونزلاز كيخانو)
ونجد رواية مختلفة بعض الشيء حول ما دار في مؤتمر "الترجمة وحوار الثقافات" على موقع ميدل اسيت أونلاين باللغة العربية والتي أعتمدت عيها المدونة المتخصصة للمترجم والأستاذ والباحث إيف غونزلاز كيخانو لنقل الحدث. ونرُحّب بملاحظات المدونة ولكنها تبقى مجرد ملاحظات غير مقنعة إلاّ إذا اتهمت مصدري يوسف الفلطس أنّه جاء بتصريحات من خياله ولفّقها وهو الشيء غير صحيح.
لمن يريد قراءة المقال الاصلي باللغة الفرنسية يُرجى الضغط على هذا الرابط
ترجمة بن موسى ماحي حسيبة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق